فصل: ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضله:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



.ذكر مَرَاتِب مشايخه الَّذين حدث عَنْهُم:

وهم عَلَى خمس طَبَقَات:

.الطَّبَقَة الأولَى:

من حَدثهُ عَن التَّابِعين مثل مكي بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وعبيد الله بن مُوسَى وَأبي عَاصِم النَّبِيل وَأبي نعيم الْملَائي وَأبي الْمُغيرَة الْخَولَانِيّ وَعلي بن عَيَّاش وخلاد بن يَحْيَى وَغَيرهم.

.الطبقة الثَّانِيَة:

من كَانَ فِي عصر هَؤُلَاءِ وَتَأَخر عَنْهُم قَلِيلا مثل آدم بن أبي إِيَاس وَأبي مسْهر عبد الْأَعْلَى بن مسْهر وَأَيوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال وحجاج بن منهال وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم وثابت بن مُحَمَّد الزَّاهِد وَغَيرهم من أَصْحَاب الْأَوْزَاعِيّ وَابْن أبي ذِئْب وَالثَّوْري وَشعْبَة وَمَالك.

.الطَّبَقَة الثَّالِثَة:

أوساط مشايخه الَّذين شَاركهُ فِي الرِّوَايَة عَنْهُم مُسلم وَغَيره كأحمد وَإِسْحَاق وَيَحْيَى وَعلي وَابْن أبي شيبَة وقتيبة ونعيم بن حَمَّاد وأشباههم من أَصْحَاب حَمَّاد بن زيد وَاللَّيْث ثمَّ من أَصْحَاب ابْن الْمُبَارك وهشيم وَابْن عُيَيْنَة وَنَحْوهم.

.الطَّبَقَة الرَّابِعَة:

رفقاؤه فِي الطّلب كمحمد بن يَحْيَى الذهلي وَأبي حَاتِم الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم صَاعِقَة والدارمي وَعبد بن حميد وَأحمد بن النَّضر وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي وَجَمَاعَة وَفِيهِمْ من هُوَ أقدم مِنْهُ سَمَاعا قَلِيلا.

.الطَّبَقَة الْخَامِسَة:

قوم فِي عداد طلبته فِي السن والإسناد سمع مِنْهُم للفائدة كَعبد الله بن حَمَّاد الآملي وَعبد الله بن أبي القَاضِي وحسين بن مُحَمَّد القباني وَمُحَمّد بن إِسْحَاق السراج وَمُحَمّد بن عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَغَيرهم.
وَقد رُوِيَ عَن البُخَارِيّ قَالَ لَا يكون الْمُحدث كَامِلا حَتَّى يكْتب عَمَّن هُوَ فَوْقه وَعَمن هُوَ مثله وَعَمن هُوَ دونه.
وأنبئت عَن أبي الْفضل بن حَمْزَة عَن عِيسَى بن عبد الْعَزِيز أَن السلَفِي أخْبرهُم أَنا أَبُو الْحُسَيْن بن الطيوري أَنا أَبُو الْفرج الطناجيري أَنا عمر بن أَحْمد بْن عُثْمَان ثَنَا مُحَمَّد بن أبي سعيد ثَنَا الْحُسَيْن بن إِدْرِيس ثَنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة سَمِعت وكيعا يَقُول لَا يكون الرجل عَالما حَتَّى يحدث عَمَّن فَوْقه وَعَمن هُوَ مثله وَعَمن هُوَ دونه.

.ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضله:

قَالَ وراقه سَمِعت مُحَمَّد بن خرَاش يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حَفْص دخلت عَلَى إِسْمَاعِيل وَالِد أبي عبد الله عِنْد مَوته فَقَالَ لَا أعلم فِي مَالِي درهما من حرَام وَلَا درهما من شُبْهَة.
قلت وَحَكَى وراقه أَنه ورث من أَبِيه مَالا جَلِيلًا فَكَانَ يُعْطِيهِ مُضَارَبَة فَقطع لَهُ غَرِيم خَمْسَة وَعشْرين ألفا فَقيل لَهُ اسْتَعِنْ بِكِتَاب الْوَالِي فَقَالَ إِن أخذت مِنْهُم كتابا طمعوا وَلنْ أبيع ديني بدنياي ثمَّ صَالح غَرِيمه عَلَى أَن يُعْطِيهِ كل شهر عشرَة دَرَاهِم وَذهب ذَلِك المَال كُله.
قَالَ البُخَارِيّ مَا توليت شِرَاء شَيْء قطّ وَلَا بَيْعه كنت آمُر إنْسَانا فيشتري لي فَقيل لي وَلم قَالَا لما فِيهِ من الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان والتخليط وَقَالَ غُنْجَار فِي تَارِيخه ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْمُقْرِئ ثَنَا أَبُو سعيد بكر بن مُنِير قَالَ كَانَ حمل إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بضَاعَة أنفذها إِلَيْهِ أَبُو حَفْص فَاجْتمع بعض التُّجَّار إِلَيْهِ بالعشية وطلبوها مِنْهُ بِرِبْح خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ لَهُم انصرفوا اللَّيْلَة فَجَاءَهُ من الْغَد تجار آخَرُونَ فطلبوا مِنْهُ البضاعة بِرِبْح عشرَة آلَاف دِرْهَم فردهم وَقَالَ إِنِّي نَوَيْت البارحة أَن أدفَع إِلَيْهِم مَا طلبُوا يَعْنِي الَّذين طلبُوا أول مرّة وَدفعهَا إِلَيْهِم وَقَالَ لَا أحب أَن أنقض نيتي.
وَقَالَ وراقة سمعته يَقُول لَخَرَجت إِلَى آدم بن أبي إِيَاس فتأخرت نفقتي حَتَّى جعلت أتناول حشيش الأَرْض فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَتَانِي رجل لَا أعرفهُ فوهبني صرة فِيهَا دَنَانِير قَالَ وسمعته يَقُول كنت أستغل فِي كل شهر خَمْسمِائَة دِرْهَم فأنفقها فِي الطّلب وَمَا عِنْد الله خير وَأَبْقَى.
وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الصيارفي كنت عِنْد أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي منزله فَجَاءَتْهُ جَارِيَته وأرادت دُخُول الْمنزل فَعَثَرَتْ عَلَى محبرة بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَهَا كَيفَ تمشين قَالَت إِذا لم يكن طَرِيق كَيفَ أَمْشِي فَبسط يَده وَقَالَ اذهبي فقد أَعتَقتك فَقيل لَهُ يَا أَبَا عبد الله أغضبتك الْجَارِيَة قَالَ إِن كَانَت أغضبتني فقد أرضيت نَفسِي بِمَا فعلت.
قَالَ وراقة رَأَيْته اسْتَلْقَى بفربر فِي تصنيف كتاب التَّفْسِير وَكَانَ أتعب نَفسه فِي ذَلِك الْيَوْم فِي التَّخْرِيج فَقلت لَهُ إِنِّي أَرَاك تَقول مَا أتيت شَيْئا بِغَيْر علم فَمَا الْفَائِدَة فِي الإستلقاء فَقَالَ أَتعبت نَفسِي الْيَوْم وَهَذَا ثغر خشيت أَن يحدث حدث من أَمر الْعَدو فَأَحْبَبْت أَن أستريح وآخذ أهبة فَإِن غافصنا الْعَدو كَانَ بِنَا حراك.
قَالَ وَكَانَ يركب إِلَى الرَّمْي كثيرا فَمَا أعلمني رَأَيْته فِي طول مَا صحبته أَخطَأ سَهْمه الهدف إِلَّا مرَّتَيْنِ بل كَانَ يُصِيب فِي كل ذَلِك وَلَا يسْبق قَالَ وركبنا يَوْمًا إِلَى الرَّمْي وَنحن بفربر فخرجنا إِلَى الدَّرْب الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الفرضة فَجعلنَا نرمي وَأصَاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الَّتِي عَلَى النَّهر فانشق الوتد فَلَمَّا رَآهُ نزل عَن دَابَّته فَأخْرج السهْم من الوتد وَترك الرَّمْي وَقَالَ لنا ارْجعُوا فرجعنا فَقَالَ لي يَا أَبَا جَعْفَر لي إِلَيْك حَاجَة وَهُوَ يتنفس الصعداء فَقلت نعم فَقَالَ تذْهب إِلَى صَاحب القنطرة فَتَقول إِنَّا قد أخللنا بالوتد فَنحب أَن تَأذن لنا فِي إِقَامَة بدله أَو تَأْخُذ ثمنه أَو تجعلنا فِي حل مِمَّا كَانَ منا وَكَانَ صَاحب القنطرة حميد بن الْأَخْضَر فَقَالَ لي أبلغ أَبَا عبد الله السَّلَام وَقل لَهُ أَنْت فِي حل مِمَّا كَانَ مِنْك فَإِن جَمِيع ملكي لَك الْفِدَاء فأبلغته الرسَالَة فتهلل وَجهه وَأظْهر سُرُورًا كثيرا وَقَرَأَ ذَلِك الْيَوْم للغرباء خَمْسمِائَة حَدِيث وَتصدق بثلاثمائة دِرْهَم قَالَ وسمعته يَقُول لأبي معشر الضَّرِير إجعلني فِي حل يَا أَبَا معشر فَقَالَ من أَي شَيْء فَقَالَ رويت حَدِيثا يَوْمًا فَنَظَرت إِلَيْك وَقد اعجبت بِهِ بِهِ وَأَنت تحرّك رَأسك ويديك فتبسمت من ذَلِك فَقَالَ أَنْت فِي حل رَحِمك الله يَا أَبَا عبد الله.
قَالَ وسمعته يَقُول دَعَوْت رَبِّي مرَّتَيْنِ فَاسْتَجَاب لي فَلَنْ أحب أَن أَدْعُو بعد فَلَعَلَّهُ ينقص حسناتي.
قَالَ وسمعته يَقُول لَا يكون لي خصم فِي الْآخِرَة فَقلت إِن بعض النَّاس ينقمون عَلَيْك التَّارِيخ وَيَقُولُونَ فِيهِ اغتياب النَّاس فَقَالَ إِنَّمَا روينَا ذَلِك رِوَايَة لم نَقله من عِنْد أَنْفُسنَا قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة.
قَالَ وسمعته يَقُول مَا اغتبت أحدا قطّ مُنْذُ علمت أَن الْغَيْبَة تضر أَهلهَا.
قلت البُخَارِيّ فِي كَلَامه عَلَى الرِّجَال فِي غَايَة التَّحَرِّي والتوقي وَمن تَأمل كَلَامه فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل علم ورعه وإنصافه فَإِن أَكثر مَا يَقُول مُنكر الحَدِيث سكتوا عَنهُ فِيهِ نظر تَرَكُوهُ وَنَحْو هَذَا وَقل أَن يَقُول فلَان كَذَّاب أَو يضع الحَدِيث بل إِذا قَالَ ذَلِك عزاهُ إِلَى غَيره بقوله كذبه فلَان رَمَاه فلَان بِالْكَذِبِ حَتَّى أَنه قَالَ من قلت فِيهِ فِي حَدِيثه نظر فَهُوَ مُتَّهم وَمن قلت فِيهِ مُنكر الحَدِيث فَلَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ أَخْبرنِي أَحْمد بن عمر بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن أَبَا الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ أخْبرهُم أَنا أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ أَنا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أَنا أَحْمد بن عَلِيّ الْحَافِظ أَخْبرنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي أَنا مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْحَافِظ ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر سَمِعت أَبَا سعيد بكر بْن مُنِير سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول إِنِّي لأرجو أَن ألقِي الله وَلَا يحاسبني أَنِّي اغتبت أحدا.
وَبِه إِلَى بكر قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يُصَلِّي ذَات يَوْم فلسعه الزنبور سبع عشرَة مرّة فَلَمَّا قَضَى صلَاته قَالَ انْظُرُوا إيش هَذَا الَّذِي آذَانِي فِي صَلَاتي فنظروا فَإِذا الزنبور قد ورمه فِي سَبْعَة عشرَة موضعا وَلم يقطع صلَاته قلت وَرَوَاهَا وراقه بِالْمَعْنَى وَزَاد قَالَ كنت فِي آيَة فَأَحْبَبْت أَن أتمهَا وَقَالَ وراقه كُنَّا بفربر وَكَانَ أَبُو عبد الله يَبْنِي رِبَاطًا مِمَّا يَلِي بُخَارَى فَاجْتمع بشر كثير يعينونه عَلَى ذَلِك وَكَانَ ينْقل اللَّبن فَكنت أَقُول لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنَّك تكفى ذَلِك فَيَقُول هَذَا الَّذِي يَنْفَعنِي.
قَالَ وَكَانَ ذبح لَهُم بقرة فَلَمَّا أدْركْت الْقُدُور دَعَا النَّاس إِلَى الطَّعَام وَكَانَ مَعَه مائَة نَفْس أَو أَكثر وَلم يكن علم أَنه يجْتَمع مَا اجْتمع وَكُنَّا أخرجنَا مَعَه من فربر خبْزًا بثلاثمائة دِرْهَم وَكَانَ الْخبز إِذْ ذَاك خَمْسَة أمنا بدرهم فألقيناه بَين أَيْديهم فَأكل جَمِيع من حضر وفضلت أرغفة صَالِحَة.
قَالَ وَكَانَ قَلِيل الْأكل جدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة مفرط الْكَرم وَحَكَى أَبُو الْحسن يُوسُف بن أبي ذَر البُخَارِيّ أَن البُخَارِيّ مرض فعرضوا مَاءَهُ عَلَى الْأَطِبَّاء فَقَالُوا إِن هَذَا المَاء يشبه مَاء بعض أساقفة النَّصَارَى فَإِنَّهُم لَا يأتدمون فَصَدَّقَهُمْ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ لم أئتدم مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة فسئلوا عَن علاجه فَقَالُوا علاجه الْأدم فَامْتنعَ حَتَّى ألح عَلَيْهِ الْمَشَايِخ وَأهل الْعلم إِلَى أَن أجابهم أَن يَأْكُل مَعَ الرَّغِيف سكرة.
وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن خَالِد ثَنَا مسبح بن سعيد قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ إِذا كَانَ أول لَيْلَة من شهر رَمَضَان يجْتَمع إِلَيْهِ أَصْحَابه فَيصَلي بهم وَيقْرَأ فِي كل رَكْعَة عشْرين آيَة وَكَذَلِكَ إِلَى أَن يخْتم الْقُرْآن وَكَانَ يقْرَأ فِي السحر مَا بَين النّصْف إِلَى الثُّلُث من الْقُرْآن فيختم عِنْد السحر فِي كل ثَلَاث لَيَال وَكَانَ يخْتم بِالنَّهَارِ فِي كل يَوْم ختمة وَيكون خَتمه عِنْد الْإِفْطَار كل لَيْلَة وَيَقُول عِنْد كل ختمة دَعْوَة مستجابة.
وَقَالَ وراقه وَكَانَ أَبُو عبد الله إِذا كنت مَعَه فِي سفر يجمعنا بَيت وَاحِد إِلَّا فِي القيظ أَحْيَانًا فَكنت أرَاهُ يقوم فِي لَيْلَة وَاحِدَة خمس عشرَة مرّة إِلَى عشْرين مرّة فِي كل ذَلِك يَأْخُذ القداحة فيوري نَارا بِيَدِهِ ويسرج وَيخرج أَحَادِيث فَيعلم عَلَيْهَا ثمَّ يضع رَأسه وَكَانَ يُصَلِّي فِي وَقت السحر ثَلَاث عشرَة رَكْعَة يُوتر مِنْهَا بِوَاحِدَة وَكَانَ لَا يوقظني فِي كل مَا يقوم فَقلت لَهُ إِنَّك تحمل عَلَى نَفسك كل هَذَا وَلَا توقظني قَالَ أَنْت شَاب فَلَا أحب أَن أفسد عَلَيْك نومك.
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل أَحْمد بن عَلِيّ السُّلَيْمَانِي سَمِعت عَلِيّ بن مُحَمَّد بن مَنْصُور يَقُول سَمِعت أبي يَقُول كُنَّا فِي مجْلِس أبي عبد الله البُخَارِيّ فَرفع إِنْسَان من لحيته قذاة فطرحها إِلَى الأَرْض قَالَ فَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ينظر إِلَيْهَا وَإِلَى النَّاس فَلَمَّا غفل النَّاس رَأَيْته مد يَده فَرفع القذاة من الأَرْض فَأدْخلهَا فِي كمه فَلَمَّا خرج من الْمَسْجِد رَأَيْته أخرجهَا فطرحها عَلَى الأَرْض.
وَقَالَ وراقه كَانَ مَعَه شَيْء من شعر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ملبوسه أَظُنهُ فِي خفه.
قَالَ وسمعته يَقُول وَقد سُئِلَ عَن خبر حَدِيث يَا أَبَا فلَان تراني أدلس وَقد تركت عشرَة آلَاف حَدِيث لرجل فِيهِ نظر وَتركت مثلهَا أَو أَكثر مِنْهَا لغيره لي فِيهِ نظر.
وَقَالَ الْحسن بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل مَخْصُوصًا بِثَلَاث خِصَال كَانَ قَلِيل الْكَلَام وَكَانَ لَا يطْمع فِيمَا عِنْد النَّاس وَكَانَ لَا يشْتَغل بِأُمُور النَّاس.
قلت وَكَانَ صَاحب فنون وَمَعْرِفَة باللغة والعربية والتصريف وَمن شعره:
اغتنم فِي الْفَرَاغ فضل رُكُوع ** فَعَسَى أَن يكون موتك بغته

كم صَحِيح رَأَيْت من غير سقم ** ذهبت نَفسه الصَّحِيحَة فلته

رَوَاهَا الْحَاكِم فِي تَارِيخه وَلما بلغه موت عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ أطرق ثمَّ رفع رَأسه وَهُوَ يبكي وَأنْشد:
إِن عِشْت تفجع بالأحبة كلهم ** وَبَقَاء نَفسك لَا أبالك أفجع

.ذكر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ ومشائخه:

قَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب وَنظر إِلَيْهِ يَوْمًا هَذَا يكون لَهُ صيت. قلت وَقد تقدم لِأَحْمَد بن حَفْص وَقَالَ البُخَارِيّ كنت إِذا دخلت عَلَى سُلَيْمَان بْن حَرْب يَقُول بَين لنا غلط شُعْبَة.
وَقَالَ وراقه وسمعته يَقُول كَانَ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس إِذا انتخبت من كِتَابه نسخ تِلْكَ الْأَحَادِيث لنَفسِهِ وَقَالَ هَذِه الْأَحَادِيث انتخبها مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل من حَدِيثي.
وَقَالَ البُخَارِيّ اجْتمع أَصْحَاب الحَدِيث فسألوني أَن أكلم إِسْمَاعِيل بن أبي أويس ليزيدهم فِي الْقِرَاءَة فَفعلت فَدَعَا الْجَارِيَة وأمرها أَن تخرج صرة دَنَانِير وَقَالَ يَا أَبَا عبد الله فرقها عَلَيْهِم قلت إِنَّمَا أَرَادوا الحَدِيث قَالَ قد أَجَبْتُك إِلَى مَا طلبت من الزِّيَادَة غير أَنِّي أحب أَن يضم هَذَا إِلَى ذَلِك.
قَالَ وَقَالَ لي ابْن أبي أويس انْظُر فِي كتبي وَمَا أملك لَك وَأَنا شَاكر لَك مَا دمت حَيا.
وَقَالَ حاشد بن إِسْمَاعِيل قَالَ لي أَبُو مُصعب أَحْمد بن أبي بكر الزُّهْرِيّ الْمدنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أفقه عندنَا وَأبْصر من أَحْمد فَقَالَ رجل من جُلَسَائِهِ جَاوَزت الْحَد فَقَالَ أَبُو مُصعب لَو أدْركْت مَالِكًا وَنظرت إِلَى وَجهه وَوجه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل لَقلت كِلَاهُمَا وَاحِد فِي الحَدِيث وَالْفِقْه.
وَقَالَ عَبْدَانِ بن عُثْمَان مَا رَأَيْت بعيني شَابًّا أبْصر من هَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
وَقَالَ قُتَيْبَة جالست الْفُقَهَاء والزهاد والعباد مَا رَأَيْت مُنْذُ عقلت كمحمد بْن إِسْمَاعِيل وَهُوَ فِي زَمَانه كعمر فِي الصَّحَابَة.
وَعَن قُتَيْبَة أَيْضا قَالَ لَو كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي الصَّحَابَة لَكَانَ آيَة وَقَالَ مُحَمَّد بن يُوسُف الهمذاني كُنَّا عِنْد قُتَيْبَة فجَاء رجل شعراني يُقَال لَهُ أَبُو يَعْقُوب فَسَأَلَهُ عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ نظرت فِي الحَدِيث وَنظرت فِي الرَّأْي وجالست الْفُقَهَاء والزهاد والعباد مَا رَأَيْت مُنْذُ عقلت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
وَقَالَ الْفربرِي كُنَّا عِنْد قُتَيْبَة فَسئلَ عَن طَلَاق السَّكْرَان فَقَالَ هَذَا أَحْمد وَإِسْحَاق وَابْن الْمَدِينِيّ قد ساقهم الله إِلَيْك وَأَشَارَ إِلَى البُخَارِيّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْكرْمَانِي حكيت لمهيار بِالْبَصْرَةِ عَن قُتَيْبَة بن سعيد أَنه قَالَ لقد رَحل إِلَيّ من شَرق الأَرْض وغربها فَمَا رَحل إِلَيّ مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ مهيار صدق أَنا رَأَيْته مَعَ يَحْيَى بن معِين وهما جَمِيعًا يَخْتَلِفَانِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَرَأَيْت يَحْيَى ينقاد لَهُ فِي الْمعرفَة.
وَقَالَ مُحَمَّد بن قُتَيْبَة البُخَارِيّ كنت عِنْد أبي عَاصِم النَّبِيل فَرَأَيْت عِنْده غُلَاما فَقلت لَهُ من أَيْن قَالَ من بُخَارَى قلت ابْن من قَالَ ابْن إِسْمَاعِيل فَقلت أَنْت قَرَابَتي فَقَالَ لي رجل عِنْد أبي عَاصِم هَذَا الْغُلَام يناطح الكباش يَعْنِي يُقَاوم الشُّيُوخ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَلام كَانَ الرتوث من أَصْحَاب الحَدِيث مثل سعيد بن أبي مَرْيَم وَالْحجاج بن منهال وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس والْحميدِي ونعيم بن حَمَّاد والعدني والخلال وَمُحَمّد بن مَيْمُون وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر وَأبي كريب وَأبي سعيد الْأَشَج وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى يقضون لأبي عبد الله البُخَارِيّ عَلَى أنفسهم فِي النّظر والمعرفة.
قلت الرتوت بالراء الْمُهْملَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَبعدهَا وَاو وَبعدهَا تَاء مثناة من فَوق أَيْضا هم الرؤساء قَالَه ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أخرجت خُرَاسَان مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
وَقَالَ يَعْقُوب الدَّوْرَقِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقِيه هَذِه الْأمة.
وَقَالَ نعيم بن حَمَّاد مثله.
وَقَالَ بنْدَار هُوَ أفقه خلق الله فِي زَمَاننَا.
وَقَالَ مُوسَى بن قُرَيْش قَالَ عبد الله بن يُوسُف التنيسِي للْبُخَارِيّ يَا أَبَا عبد الله انْظُر فِي كتبي وَأَخْبرنِي بِمَا فِيهَا من السقط قَالَ نعم.
وَقَالَ البُخَارِيّ دخلت عَلَى الْحميدِي وَأَنا ابْن ثَمَانِي عشرَة سنة وَبَينه وَبَين آخر اخْتِلَاف فِي حَدِيث فَلَمَّا بصر بِي الْحميدِي قَالَ جَاءَ من يفصل بَيْننَا فعرضا عَلِيّ فَقضيت للحميدي وَكَانَ الْحق مَعَه.
وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ لي مُحَمَّد بن سَلام البيكندي انْظُر فِي كتبي فَمَا وجدت فِيهَا من خطأ فَاضْرب عَلَيْهِ.
وَقيل كَانَ مُحَمَّد بن سَلام يَقُول كلما دخل عَلِيّ البُخَارِيّ تحيرت وَلَا أَزَال خَائفًا مِنْهُ.
وَقَالَ سليم بن مُجَاهِد كنت عِنْد مُحَمَّد بن سَلام فَقَالَ لَو جِئْت قبل لرأيت صَبيا يحفظ سبعين ألف حَدِيث.
وَقَالَ حاشد بن إِسْمَاعِيل رَأَيْت إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه جَالِسا عَلَى الْمِنْبَر وَمُحَمّد بْن إِسْمَاعِيل مَعَه فَأنْكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ شَيْئا فَرجع إِلَى قَول مُحَمَّد.
وَقَالَ إِسْحَاق يَا معشر أَصْحَاب الحَدِيث انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّاب واكتبوا عَنهُ فَإِنَّهُ لَو كَانَ فِي زمن الْحسن بن أبي الْحسن لاحتاج إِلَيْهِ لمعرفته بِالْحَدِيث وفقهه.
وَقَالَ البُخَارِيّ أَخذ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه كتاب التَّارِيخ الَّذِي صنفه فَأدْخلهُ عَلَى عبد الله بن طَاهِر وَقَالَ يَا أَيهَا الْأَمِير أَلا أريك بحرا.
وَقَالَ البُخَارِيّ سُئِلَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَمَّن طلق نَاسِيا فَسكت طَويلا متفكرا فَقلت أَنا قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مالم تعْمل بِهِ أَو تكلم وَإِنَّمَا يُرَاد مُبَاشرَة هَؤُلَاءِ الثَّلَاث الْعَمَل وَالْقلب أَو الْكَلَام وَالْقلب وَهَذَا لم يعْتَقد بِقَلْبِه فَقَالَ إِسْحَاق قويتني وَأَفْتَى بِهِ.
وَقَالَ أَبُو بكر الْمَدِينِيّ كُنَّا يَوْمًا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل حَاضر فَمر إِسْحَاق بِحَدِيث وَدون صحابيه عَطاء الكيخاراني فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق يَا أَبَا عبد الله إيش هِيَ كيخاران قَالَ قَرْيَة بِالْيمن كَانَ مُعَاوِيَة بعث بِهَذَا الرجل الصَّحَابِيّ إِلَى الْيمن فَسمع مِنْهُ عَطاء حديثين فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق يَا أَبَا عبد الله كَأَنَّك شهِدت الْقَوْم.
وَقَالَ البُخَارِيّ مَا استصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ وَرُبمَا كنت أغرب عَلَيْهِ قَالَ حَامِد بن أَحْمد فَذكر هَذَا لعَلي بن الْمَدِينِيّ فَقَالَ ذَروا قوله هُوَ مَا رَأَى مثل نَفسه.
وَقَالَ أَبُو الْفضل أَحْمد بن سَلمَة حَدثنِي فتح بن نوح النَّيْسَابُورِي قَالَ أتيت عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ فَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل جَالِسا عَن يَمِينه وَكَانَ إِذا حدث الْتفت إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يهابه.
وَقَالَ البُخَارِيّ كَانَ عَلِيّ بن الْمَدِينِيّ يسألني عَن شُيُوخ خُرَاسَان فَكنت أذكر لَهُ مُحَمَّد بن سَلام فَلَا يعرفهُ إِلَى أَن قَالَ لي يَوْمًا يَا أَبَا عبد الله كل من أثنيت عَلَيْهِ فَهُوَ عندنَا الرِّضَى.
وَقَالَ الْحُسَيْن بن الحريث لَا أعلم أَنِّي رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل كَأَنَّهُ لم يخلق إِلَّا للْحَدِيث وَقَالَ رَجَاء بن مرجي فضل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَلَى الْعلمَاء كفضل الرِّجَال عَلَى النِّسَاء وَقَالَ أَيْضا هُوَ آيَة من الْآيَات يمشي عَلَى وَجه الأَرْض.
وَقَالَ البُخَارِيّ ذاكرني أَصْحَاب عَمْرو بن عَلِيّ الفلاس بِحَدِيث فَقلت لَا أعرفهُ فسروا بذلك وصاروا إِلَى عَمْرو بن عَلِيّ فَقَالُوا لَهُ ذاكرنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بِحَدِيث فَلم يعرفهُ فَقَالَ عَمْرو بن عَلِيّ حَدِيث لَا يعرفهُ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بِحَدِيث.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْكرْمَانِي سَمِعت عَمْرو بن عَلِيّ الفلاس يَقُول أَبُو عبد الله صديقي لَيْسَ بخراسان مثله.
وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عِنْد عبد الله بن مُنِير فَقَالَ لَهُ لما قَامَ يَا أَبَا عبد الله جعلك الله زين هَذِه الْأمة قَالَ أَبُو عِيسَى فَاسْتَحْيَيْت لَهُ فِيهِ.
وَقَالَ الْفربرِي رَأَيْت عبد الله بن مُنِير يكْتب عَن البُخَارِيّ وسمعته يَقُول أَنا من تلامذته.
قلت وَقد حدث عَنهُ البُخَارِيّ فِي الْجَامِع الصَّحِيح وَقَالَ لم أر مثله وَكَانَت وَفَاته سنة مَاتَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل.
وَقَالَ أَحْمد بن الضَّوْء سَمِعت أَبَا بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن نمير يَقُولَانِ مَا رَأينَا مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ أَبُو بكر يُسَمِّيه البازل يَعْنِي الْكَامِل.
وَقَالَ وراق البُخَارِيّ سَمِعت يَحْيَى بن جَعْفَر البيكندي يَقُول لَو قدرت أَن أَزِيد فِي عمر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لفَعَلت فَإِن موتِي يكون موت رجل وَاحِد وَمَوْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ذهَاب الْعلم قَالَ وسمعته يَقُول لَوْلَا أَنْت مَا استطبت الْعَيْش ببخارى.
وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد المسندي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِمَام فَمن لم يَجعله إِمَامًا فأتهمه.
وَقَالَ أَيْضا حفاظ زَمَاننَا ثَلَاثَة فَبَدَأَ بالبخاري.
وَقَالَ عَلِيّ بن حجر أخرجت خُرَاسَان ثَلَاثَة البُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة والدارمي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
وَقَالَ عَلِيّ بن حجر أَيْضا لَا أعلم مثله.
وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق السرماري من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى فَقِيه بِحقِّهِ وَصدقه فَلْينْظر إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
وَقَالَ حاشد بن عبد الله رَأَيْت عَمْرو بن زُرَارَة وَمُحَمّد بن رَافع عِنْد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وهما يسألان مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عَن علل الحَدِيث فَلَمَّا قاما قَالَا لمن حضر الْمجْلس لَا تخدعوا عَن أبي عبد الله فَإِنَّهُ أفقه منا وَأعلم وَأبْصر قَالَ وَكُنَّا يَوْمًا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعَمْرو بن زُرَارَة وَهُوَ يستملي عَلَى أبي عبد الله وَأَصْحَاب الحَدِيث يَكْتُبُونَ عَنهُ وَإِسْحَاق يَقُول هُوَ أبْصر مني قَالَ وَكَانَ مُحَمَّد يَوْمئِذٍ شَابًّا.
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني قَالَ حضرت مجْلِس ابْن إشكاب فَجَاءَهُ رجل ذكر اسْمه من الْحفاظ فَقَالَ مالنا بِمُحَمد بن إِسْمَاعِيل طَاقَة فَقَامَ ابْن إشكاب وَترك الْمجْلس غَضبا من التَّكَلُّم فِي حق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن جَعْفَر لما مَاتَ أَحْمد بن حَرْب النَّيْسَابُورِي ركب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق يشيعان جنَازَته فَكنت أسمع أهل الْمعرفَة بنيسابور ينظرُونَ وَيَقُولُونَ مُحَمَّد أفقه من إِسْحَاق.